قطر قادرة على قيادة دفة تحول المنطقة نحو الطاقة النظيفة
Abey Rajan
General Manager, ENGIE Cofely Mannai, Qatar
أكد آبي راجان، المدير العام لشركة “إنجي كوفيلي مناعي- قطر”، أن دولة قطر لديها الإمكانات لقيادة دفة تحول المنطقة نحو الطاقة النظيفة، واشار الى أن الابتكارات في مجالات الطقة النظيفة وأمثالها تخدم غرضين لدولة قطر وهما المساعدة في زيادة إنتاج الغذاء وتسريع تحول الطاقة، وهو ما أمر تجسد في رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تضع التنمية البيئية كإحدى ركائزها الرئيسية الأربع… والى تفاصيل الحوار…
– تُولي دولة قطر أولوية قصوى للطاقة المتجددة وتعهدت بتحقيق أهداف طموحة على مستوى الانبعاثات الكربونية. ما الذي يمكن للدولة القيام به لتحقيق هذه الأهداف؟
تعتبر دولة قطر لاعباً رئيسياً في سوق الطاقة العالمي، وتضطلع بدور رئيسي في التطور المتسارع بقطاع الطاقة المتجددة. ويؤهلها طقسها المشمس ومساحات أراضيها الواسعة لتطوير مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية أو أنظمة الطاقة الشمسية الموزعة الأصغر حجماً.
ويمكن لقطر قيادة دفة تحول المنطقة نحو الطاقة النظيفة خلال السنوات القادمة، وهو أمر تجسد في رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تضع التنمية البيئية كإحدى ركائزها الرئيسية الأربع.
إن رؤيتنا الأساسية في إنجي تقوم على تسريع وتيرة التحول نحو اقتصاد خالٍ من الكربون، ونعمل على تحقيق هذه الرؤية من خلال تزويد المدن والمجتمعات والصناعات والعقارات بحلول الطاقة والخدمات المستدامة.
– ما الصلة بين الابتكار والتصدي لتغير المناخ وحماية البيئة؟
نظراً للأثر المركب والذي يجمع بين زيادة عدد السكان ونمو الطبقة الوسطى والزيادة الإجمالية لانبعاثات غازات الدفيئة حول العالم، ثمة حاجة ملحة لمعالجة قضية تغير المناخ. إن التقنيات المبتكرة لديها القدرة على تعزيز العديد من الإمكانات ضمن الجهود المبذولة لإزالة الكربون. وكمثال، تمنح تقنية التعاملات الرقمية (البلوك تشين) القدرة على التحقق بشفافية تامة من التوريد المستدام وسلاسل القيمة، وتقدم عملية توثيق موثوقة للبيانات الصناعية. وفي ذات الوقت، يمكن للذكاء الاصطناعي الحد من النفايات في قطاع الطعام، على غرار توقع طلب المستهلكين بدقة أكبر أو إجراء عملية ضبط الجودة. ويمكن للطائرات بدون طيار أن تساعد في زرع البذور وتخصيب الحقول بشكل أكثر دقة.
وكمثال على ذلك لدينا في شركة إنجي مشروع أطلقنا عليه تسمية “الكربون الأزرق”، ونعني به الكربون الذي تلتقطه المحيطات والنظم البيئية الساحلية حول العالم، وفي هذا المشروع نستخدم تقنية الزراعة المبتكرة بالطائرات بدون طيار لزراعة بذور المانجروف المعروف بدوره في امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
– يشكل الاكتفاء الذاتي إحدى الركائز الأساسية لاستراتيجية قطر الوطنية للأمن الغذائي 2018-2023 والرامية لتحقيق 70٪ من الاكتفاء الذاتي من الخضراوات المزروعة في البيوت البلاستيكية (الدفيئات الزراعية).
كيف يمكن للابتكارات في قطاع الطاقة النظيفة أن تساعد في تسريع هذا الهدف؟
اقتُرح مفهوم الخلايا الكهروضوئية الزراعية لأول مرة عام 1982 بهدف تعديل حقول توليد الطاقة الشمسية لتكون بالوقت نفسه حقولاً زراعية أيضاً. ومن بين الابتكارات الكهروضوئية الحديثة ابتكار زجاج شمسي شفاف يمكن استخدامه كبديل في بناء البيوت البلاستيكية الزراعية. ولأن النباتات تستهلك من طاقتها لإفراز مادة شمعية تحد من فقدانها للرطوبة وتعكس الأشعة فوق البنفسجية الضارة، يمكن الاستفادة من هذا الزجاج الشمسي المبتكر لحماية النباتات من معظم الأشعة فوق البنفسجية والاستفادة منها في توليد الطاقة مما يعزز قدرة النباتات على زيادة إنتاجها.
وهناك مشروع آخر قامت بتطويره جمعية تعمل في القطاعين العام والخاص في سويسرا يعمل على اختبار إمكانية استخدام الألواح الشمسية الشفافة بدلاً من الأغطية البلاستيكية المستخدمة في زراعة الفاكهة. وتتمتع هذه الألواح الكهروضوئية الشفافة الخاصة بمعدل كفاءة مقداره 30 ٪ (حيث يبلغ معدل كفاءة أفضل الألواح الكهروضوئية الحديثة حوالي 20 ٪) وبقدرة على تمرير ما يصل إلى 78 ٪ من ضوء الشمس. ويمكن لهذه الألواح الشفافة من خلال تقنية التتبع البصري الدقيق أن تولد الطاقة وتمرر الضوء حسب الحاجة مما يخلق ظلاً “ذكياً” يقوم بضبط الضوء تلقائياً. وفي الوقت نفسه يزيد المشروع من جودة المنتجات الزراعية ويعزز التركيب الضوئي ويحد من الحرارة الزائدة مع استعادة بقية الضوء على شكل كهرباء.
تخدم هذه الابتكارات وأمثالها غرضين لدولة قطر وهما المساعدة في زيادة إنتاج الغذاء وتسريع تحول الطاقة.
– إن أحد أكبر العوائق التي تحد الطاقة الانتقالية هو تكاليفها الأولية. ما هي نماذج الأسعار الشائعة والتي تعتبر جديرة باهتمام المستثمرين في مجال الطاقة النظيفة؟
تسمح نماذج التأجير، كمثال، للمؤسسات بالاستثمار في الطاقة النظيفة دون أي نفقات رأسمالية. أما شركاء الطاقة مثل شركة إنجي فإنهم على استعداد لتحمل كل أعباء الاستثمار الأولي والمخاطر، مع تضمين تكاليف التشغيل والصيانة على كامل مدة الإيجار. وهكذا يمكّن العميل من الاستمرار في التركيز على أعماله الأساسية وتحقيق الأرباح والمساهمة في خفض الانبعاثات لقاء دفع رسوم منافسة ودون أن يتكبد أي نفقات رأسمالية.
– كيف يمكننا تسريع التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة وما هي خطة إنجي لمواجهة هذا التحدي؟
لا تزال عملية إزالة الكربون من قطاع الطاقة تمثّل تحدياً كبيراً. ويعد توليد الطاقة مسؤولاً عن ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الدفيئة حول العالم ومن أكبر المتسببين بالتغير المناخي. ولا يتطلب الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن أكثر من التحول الكامل لنظام الطاقة الذي يدعم الاقتصاد العالمي، فما زالت 80٪ من إمدادات الطاقة الحالية تعتمد على الوقود الأحفوري، لذلك فإن تحقيق الانبعاثات الصفرية يفرض علينا الاستثمار في إمدادات الطاقة الجديدة والبنى التحتية الملائمة لها بتكلفة تزيد عن 2 تريليون دولار سنوياً.
حددت شركة إنجي، بصفتها شركة عالمية رائدة في خدمات وحلول الطاقة منخفضة الكربون، هدفاً بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2045 ودعم عملائها في إزالة 45 مليون طن سنوياً من الكربون. وترتكز استراتيجية إنجي لإزالة الكربون من عمليات توليد الطاقة على خمسة أركان رئيسية:
- تطوير واسع لسبل توليد الطاقة المتجددة، من 31 جيجاواط في عام 2020 إلى 80 جيجاواط بحلول عام 2030، مدفوعة بالقدرات الكبيرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
- النمو المستدام في البنية التحتية الموزعة ومنخفضة الكربون (كالتدفئة والتبريد المركزي للمناطق، والطاقة الشمسية الموزعة والمرافق منخفضة الكربون في الموقع) لإضافة 8 جيجاوات من السعة عبر هذه الحلول الموزعة بحلول عام 2025.
- التخلص تدريجياً وصولاً للإلغاء التام لاستخدام الفحم في أوروبا بحلول عام 2025 والعالم بأسره في عام 2027.
- التخفيض التدريجي لعوامل تحميل وحدة الغاز. نظراً لأن حصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ستزداد في عملية توليد الطاقة، وبالتالي ستتحول وحدات الطاقة الغازية من الحمل الأساسي إلى خدمات الاستيعاب والمرونة للتعويض عن التوليد غير المستقر للطاقة المتجددة.
- دعم وحدات الغاز تدريجياً بالغاز الأخضر (الميثان الحيوي أو الهيدروجين) أو تجهيزها بتقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS).